[align=justify]الوحشية (الفوفية)
اشتركت مجموعة من لفنانين المبتكرين في معرض الفنون لعام 1905 بباريس. وكان على رأسهم الفنان "هنري ماتيس" (1869-1954) وكانت مفاجأة لهم أن اطلق النقاد على اللوحات التي عرضوها في جناحهم: "الوحوش الضارية" ووصفها بعضهم بأنها :"تلطيخات طفل يلهو بلعبة ألوان في يده بطريقة بدائية عوائية". ثم شاع استخدام لفظ "الوحشية"- أو الفوفية- للعتبير عن أصحاب هذا المذهب أو الأسلوب, وكان من بينهم حول "ماتيس" فنانو من أمثال:"دوران", "فلامنك", "روول". والسمة المميزة للوحشية, تبرز من الميل إلى استخدام الألوان غير الطبيعية المألوفة في تشكيل اللوحة, ومن التقسيمات أو التنويعات الوجدانية المستوحاة من أعمال الفنان " سينياك" و "كروس" ,ومن المساحات المنبسطة الزخزفيه اللونية في لوحات " جوجان", ومن الاستخدامات اللونية الملتهبة (أو الساخنة) التي تميز بها " فان جوج".
كان "ماتيس" الشخصية الفنية القيادية لتلك المجموعة, وهو بلا شك أعظمهم وأقدرهم. ولم تكن نزعة الفظاظة او العدوانية من طباعه, فأعرض عن مهاجميه أو ناقديه. ومع ذلك جأءت لوحاته التي رسمها حول عام 1905 ساخنة الألوان متقدة, يشع منها التحدي والقسوة والعنف. وكتب في مذكراته التي نشرها آنذاك : " إن ما أحلم به تحقيق فن متوازن من الصفاء والنقاء". كان لايقصد بذلك فنا بسيطا مرضيا وحسب, وإنما تشكيلا أو تكوينا تمتزج فيه وتتناغم بانسجام العوالم الخارجية والداخلية معا ثم تنطلق من خلال التكوين تأسر المشاعر والأبصار.
لم ير " ماتيس" تناقضا أو انفصالا بين مظاهر العالم الخارجي للأشاء والأحداث, وبين مشاعره الداخلية- التي اكتسبها بالخبرة- إزاء هذه وتلك, فهو يراها ببصره وبصيرته, ويفكر فيها ويحس بها بتقديراته وظنونه وانفعالاته ووجدانه. ولكي يضع ذلك كله متجمعا فوق لوحة, بدقة وأمانة وصدق, وباسلوب لا يفقد الصلة والتواصل, كان أمرا عسيرا يتطلب قدرا كبيرا من الإجادة والمهارة والضبط المحكم. قال : " أريد ان أَبلُغ تلك الدرجة الرفيعة من تركيز المشاعر وتكثيفها لتتكون بها اللوحة". ومن هنا , يتجاوز موضوعية " جوجان", مستلهما الروح البناءة من " سيزان". وكانت الموضوعات المفضلة عند "ماتيس" : الحسناوات من النساء , والزهور, والمناظر الداخلية.
ومن اهم المبادئ الوحشية:
-الضوء المتجانس.
-البناء المسطح.
-تالق المسطحات المستوية بدون استخدام الظل والنور.
-تبسيط الأسلوب الأدائي.
-التجاوب بين الإيحاء والانفعالي والإعداد الداخلي بواسطة التكوين الزخرفي
-الاستغناء عن التفاصيل ( حيث يعتبر مالا فائدة منه ضارا باللوحة).
-استخدام الالوان الصافية الصارخة.[/align]
Bookmarks